ليس بالضرورة ان تكون لاحس احذية ليحترموك ، مقال من بريدي
يناير
06
مقال رائع عن وصلني في بريدي الاليكتروني ، شعرت ان تعميمه مفيد :
عندما اعلن اخر استطلاع ان شعبية الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دي سيلفا وصلت الى 90%، وهي اعلى نسبة بتاريخ البرازيل، فهي لم تأتي نتيجة تزييف او خوفا جماهيريا من نظام الحكم القائم، وانما جاءت من دولة ديمقراطية لكل مواطنيها، وجاءت هذه النسبة بالضبط لتعبر عن موقف جماهيري واسع لرئيس برازيلي استطاع بايمانه واخلاصه لشعبه ووطنه ان ينتزع حب شعبه، حيث جاء هذا الاستطلاع ليفند بكل تاكيد كل المحاولات التي بذلها خصومه السياسيين على مدار 8 سنوات من الحكم لتشويه صورته او المساس من مواقفه، فكل المحاولات فشلت لانه اثبت بأنه ليس رئيسا للفساد والاستغلال والعنصرية والعبودية، وانما رئيسا لكل البرازيليين، ولا فرق بين غني وفقير، طويل وقصير، اسود وابيض، رجلا وامرأة، قال نحن بدولة يحكمها القانون وكلنا متساوون امام القانون. عندما سئل عن سبب خسارته ثلاث مرات لانتخابات الرئاسة قبل فوزه عام 2002، قال لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، بالواقع ان الطبقات الفقيرة والكادحة والتي تشكل الاغلبية كانت غير مقتنعة بانه يمكن لانسان فقير وعامل ان يعمل وينجح من اجل الفقراء والكادحين ليخرجوا من وضعهم الاجتماعي السيء، وكانت السنوات الماضية لفترة الحكم دليلا ساطعا بان الفقير والعامل رئيس البرازيل قد حقق للفقراء والكادحين ما لم تحققه البرجوازية على مدار مئات السنين، وكانت هذه النجاحات الكبيرة التي حققها الرئيس البرازيلي السابق سببا باعاداة انتخابه للمرة الثانية وسببا اساسيا لفوز مرشحته ديلما روسيف برئاسة البرازيل خلفا له. لولا لم يدافع عن فاسد واحد بالبرازيل، فترك الامور كلها لاجهزة الامن ومراكز التحقيق المتخصصة والقضاء، فسقطت شخصيات من حزبه واخرى تم تبرئتها من القضاء، لم يدافع عن اخيه الذي لم تثبت التحقيقات تورطه بالفساد، واكد على مواجهة ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين مهما كانوا واينما كانوا، فطالب كافة الاجهزة الامنية ومدها بكل ما يلزم من جاهزية وامكانيات لملاحقة الفساد ومقاومة الجريمة بالبرازيل وتوفير الامن للمواطن البرازيلي. ملايين العائلات خرجت من تحت خط الفقر وملايين اخرى انتقلت الى الطبقات الوسطى، ووفر اكثر من عشرة ملايين فرصة عمل خلال فترة حكمه، ووصلت نسبة البطالة بالبرازيل الى ادنى مستوياتها نهاية العام الماضي، وهي ادنى نسبة منذ عام 2000، وحرر تقريبا 33 الف برازيلي من الرق، وكان له الفضل بنهضة اقتصادية لم تشهد لها البرازيل اطلاقا، ورفع نسبة احتياط البرازيل من 38 مليار دولار عند استلامه الحكم الى اكثر من 285 مليار دولار نهاية العام الماضي، ليفوق الاحتياط البرازيلي ديون البرازيل الخارجية، وتتحرر من قيود البنوك الدولية وصندوق النقد الدولي. احترم لولا معارضيه، واعتبر المعارضة اساسية من اجل بناء الدولة، رغم ادراكه ان معارضته هي طبقيا أكثر من كونها معارضة شكلية، برجوازية تريد ان تواصل احتكار السوق واستغلال واستعباد البشر لتزيد من ارباحها، فعرف كيف يتحالف مع البرجوازية وكيف يقاومها ويخاصمها، فاحترمته ايضا البرجوازية التي رأته زعيما وطنيا، ونائبه جوزيه الينكار هو من كبار البرجوازييين ومن اصحاب النفوذ الكبرى، والذي كان ايضا عنصرا مطمئنا للطبقة البرجوازية ورجالاتها لنزع خوفهم وبعث الطمانينة بقلوبهم بان الحكومة لا تشكل خطرا على اي طبقة مهما كانت، وما دام الاستغلال والعبودية والانتهازية بعيدة عن المجتمع، والقانون هو السائد، فعلاقاته كانت مع البرجوازية قائمة على قاعدة الصراع والتحالف على مدار 8 سنوات من حكمه. لقد فرض لولا احترام العالم للبرازيل ولسياساته، ونقل البرازيل من موقع التبعية لسياسات دولية الى موقع ان تلعب البرازيل دورا اساسيا بالسياسة الدولية، وكسب الاحترام من الدول المتقدمة، فيقول من خلال احدى مقابلاته التلفزيونية باليوم الثاني بعد تركه الرئاسة، “لقد عاملونا باننا ادنى منهم، ربما لاننا كنا اول بلد مستعمر من قبل البرتغال، ومن ثم انجلترا وبعد ذلك من الولايات المتحدة الامريكية، ونحن بقينا على هذا نقول ان الاخرين افضل منا” ويضيف لولا “يقول نيلسون رودريغيز: انت بالواقع بمستوى ادنى، فانت جيد عندما تتكلم الانجليزية وانت جيد عندما تتكلم الفرنسية” ويختم لولا حديثه قائلا: يريدوننا ان لا نكون من الامم الرائدة، ولكن نحن امة رائدة”، وتحدث لولا عن حادثة حصلت معه اثناء مشاركته مع مجموعة الدول الثمانية الكبرى، عندما امتنع عن الوقوف الى جورج بوش اثناء دخوله القاعة، حيث قال عندما دخلت القاعة لم يقف لي احدا ولم يصفقوا، فلماذا مطلوب مني ان اقف الى بوش، فجاء بوش وصافحني رغم اني لم اقف له اثناء دخوله القاعة” فيختتم لولا اجابته بهذا الجانب قائلا ليس بالضرورة ان تكون لاحس احذية…. وليس بالضرورة ان تكون خادما من اجل ان يحترموك”. جادالله صفا – البرازيل 06/01/2011