• إدارة المدونة

  • الأقسام

  • الأرشيف

مواضيع قسم ‘حوارات’

اشاعة وتفسير الحاج منصور لأسباب خراب مصر

سبتمبر
23

dollars
الحاج منصور من أهم الناس وأشهرهم  في دار السلام.
وزي ما ناس كتير من اللي على المعاش ، شبه عايش على قهوة المعلم حسني على شارع  مصر حلوان الزراعي ، كل سواقين الميكروباس والصنايعيه والطلبة والعاطلين بيعرفوه ،  ومفيش مشكلة تحصل غير والحاج منصور يحلها ويصالح أصحابها على بعض.

لو مفيش حد يلعب معاه طاولة محبوسه ، حتلاقي دايما معاه جرنال الأخبار ، اللي مواظب على قرائته من أكتر من 30سنه.
بيشوف الجزيرة ومتابع لنشرة 9مساء ، وبيحب الاتجاه المعاكس ، وبيعرف محمود سعد ، ومعتز الدمرداش بس بيستتقل دم منى الشاذلي.

بصراحة بحب قعدة الحاج منصور وبحب اسمع منه تفسيره لبعض الموضوعات  وحكايات زمان عن عبدالناصر والسادات ، وهوه كمان بيحب يسمع مني وأي برنامج أشارك فيه بكلمه عشان يشوفه وأسمع رأيه في اللي قلته .

وفي الحقيقة الراجل لانه بيسمع أكتر فرأيه غالبا صح ، ومبيحبش يفتي  من غير علم عشان يحافظ على صورته بين زبائن قهوة المعلم حسنى.
يعني بساطة عنده ذكاء إجتماعي حقيقي.
طيب انا بقول الكلام ده ليه؟
ببساطة لأني قابلته من كام يوم فاتوا  ، وبعد ما دردشت معاه شويه فوجئت به يسألني عن موضوع يشغله .
سألته موضوع ايه يا حاج ؟
قال : عايز أسألك عن الاشاعة اللي مالية البلد.
قلت له ، إشاعة ايه؟
قال : بيقولوا أن المخابرات قبضت على واحد كبير جدا  في البلد في المستشفي وقالت له قوللنا الحقيقة وإحنا حنسيبك ومش حنحاكمك ، الراجل حاول يستعبط عليهم ويسأل ايه الموضوع ، فهما عرضوا عليه كشف حسابه في احد البنوك السويسرية وكان كذا مليون يورو على دولارات على فرنك سويسري.

وقالوا له ، ازاي عملت المبلغ ده كله ، ولو اعترفت بالحقيقة وقلت جمعت المبلغ ده ازاي وانت لم تسافر سوى مرة واحدة  للخارج في سنة 1988 ، نوعدك حنكتفي بمصادرة المبلغ ولن نحاكمك.
قال الراجل " أنه من 25 سنة ، بعد تسلمه المنصب المهم اللي هوه فيه ، بدأ يشتغل مع دولة بعينها ، وكان كل دوره أنه من خلال منصبه يسعى لتعيين أشخاص فاسدة أو غبية في مناصب مهمة في البلد ، ويسعى لازاحة أي شخص شريف أو ذو كفاءة من المناصب المهمة ، يعني باختصار مش مطلوب منه معلومات ولا حبر سري ولا غيره ، كل المطلوب منه وهو المسئول المهم والقريب من دوائر الحكم أن يبذل جهده لأن يحكم البلد أغبياء وفاسدين وأشخاص مينفعوش البلد ببصله ، وأنه جرب الموضوع حوالي خمس سنين في نص الثمانينات وكان شغال تمام  وهما بيحولوا له الفلوس على حسابه في مصر ، لكن لما المبلغ بدا يكبر  وخاف يلفت النظر ، سافر يقابلهم في أوربا سنة 1988 ، وفتحوا له  حساب في بنك سويسري وبدأو يحولوا له الفلوس عليه وكل اللي كان بيعمله انه يتأكد من التحويلات بالمبالغ المتفق عليها بعد كل تغيير وزاري أو تعيين محافظين أو رؤساء أحياء وغيره ، ولانه رغم أهمية منصبه مكنش كثير الظهور أو يلفت الانتباه ، فقد استمر في منصبه المهم ، وقريب من دوائر الحكم ومشهور عنه انه هادئ ومش فج ومخلص يعني "يمين يمين ، شمال أحسسن برضه" ، فإستمر في منصبه وفي تأدية خدماته بتوسيع دائرة المسئولين الاغبياء او الفاسدين أو اللي لا يهشوا ولا ينشوا ، وإن دوره كان مهم في ان مصر تفضل خربانه وتيجي لورا سنه بعد سنه على ايدي هؤلاء المسئولين ، وفي نفس الوقت هوه شايف انه لم يرسل معلومه أو يتعاون بشكل وسخ . وفعلا المخابرات لم تحاكمه ، وكتمت على الموضوع واليومين دول بيحاولوا معاه يجيب الفلوس لمصر من بره ، ويحصروا الاسماء اللي ساهم في تعيينهم في مناصب ، فكانت كارثة مفزعه ، وجود هذه القائمة الضخمة اللي بتفسر ليه البلد كلمة خربانه قليلة عليها".

ربكم والحق ، الاشاعة فيها منطق.
ومنتشرة بشكل كبير بين الناس في المناطق الشعبية ، وناس كتير بتحاول تستنتج اسم هذا المسئول اللي شغال في منصب مهم بس مش في الضوء وقدر يعمل كل ده ، والفكرة الجهنمية لتخريب مصر بشكل هادئ وثابت ومستمر.
الأغرب ان الناس اللي سمعت منها الاشاعة دي أغلبهم مش مستنكر الحكاية ، وطبعا اللي خلى الحاج منصور يحكي لي وشكله شبه واثق وكان عايز مني بس تأكيد ، فده معناه ان الناس بتحكي الموضوع وكأنهم شهود عليه!!
وسيبك من حدوته ازاي محدش مستنكر أو بيرفض الموضوع ، فاغلب الناس بتحس انها مش بلدها أصلا وأنهم ضيوف فيها ، وكمان ضيوف غير مرغوب فيهم فكل واحد بيفكر ازاي يهبش أكتر عشان لما يرجع "يرجع فين محدش عارف؟" يكون مرتاح وراقد له على قرشين ينفعوه.

الحاج منصور مش غبي ، غالبا عارف انها إشاعة وقصة متفبركه ، لكنه بيحاول يبحث عن سبب منطقي لكل هذا الخراب في مصر.
بلغة بسيطة وسهلة ، سهولة الخراب اللي على عينك يا تاجر.
بصراحة لحد ما أقدر أو حد يقدر يفسر له قصة خراب مصر ، ويقدم له حكاية مقنعة فهذه الحكاية لها منطقها  وطبيعي الناس تصدقها ، وعلى المتضرر اللجوء للقضاء.

 

لا يوجد ردود

الدعاة الجدد ، بين المال والدين والكراهية

سبتمبر
12

الدعاة الجدد
بين المال والدين والكراهية

مثلي مثل الكثيرين في مصر والعالم العربي ، شدت انتباهي ظاهرة الدعاة الجدد وأثرهم في الحياة ، ليس فقط الجوانب الدينية ولكن أيضا الجوانب الاجتماعية ، بل والجوانب السياسية .
وعلى الرغم من اختلافي الشديد مع هؤلاء الدعاة الذي يعتمدون على تفسيرات سطحية للإسلام تلقى قبولا واسعا لجمهور يأتي اغلبه من بعض شرائح الطبقة الوسطى ، إلا أنني لم استطع منع نفسي من الإعجاب بنموذج عمرو خالد ، والنفور الشديد من المدعو خالد الجندي .
فالأخير وعبر العديد من المواقف التي يبيح لنفسه أن يفتي فيها ، جاءت مواقفه اقرب ما تكون لدعاوي الكراهية وتغليب الرغبة في اكتناز المال عن سماحة الإسلام ويسره .
كانت بداية اهتمامي بالمدعو خالد الجندي أثناء نظر قضية الدكتور أيمن نور والتي حضرت جميع جلساتها كمراقب حقوقي ، حيث استدعته النيابة العامة ليكون شاهدا ، وشاهدت بعيني كيف كان الداعية الإسلامي الذي قد يعتبره البعض قدوه ، يراوغ في الأسئلة ويتهرب من الإجابات عليها ليكتفي فقط بما يدين الدكتور أيمن نور ، ناسيا أو متناسيا أن اجتزاء الشهادة ليس مما يقره الإسلام ، وقد كان الأولي به أن يقول شهادته كاملة سواء كانت له او عليه .
ولم تمر بضعة أسابيع حتى تصدر اسم الشيخ خالد الجندي بعض وسائل الإعلام ، كأحد المحرضين على مذبحة اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين والتي راح ضحيتها العشرات من اللاجئين السودانيين الفقراء ، حين استنكر سيادته اعتصام اللاجئين وأعلن تقززه من وجودهم ، دون أن يكلف نفسه عناء التساؤل حول أسباب هذا الاعتصام وما إذا كان أي إنسان يكون سعيد بالحياة في الشارع مثلهم أو أن يخطر له المثل الشائع" ايه اللي رماك على المر؟ ".
بعد ذلك تابعت عن قرب هذا الشيخ الظاهرة ، لاكتشف العديد من المفارقات التي تؤكد أن هناك خطأ في هذه الظاهرة ، بدءا من استثمار هذا الشيخ لهذا القبول الذي حظي به بين بعض أنصاف المثقفين فقام بالمشاركة في شركة تسمى " مشروع الهاتف الإسلامي" وهو يعتمد تماما على خدمة الرد على تساؤلات حول الأمور الدينية بمقابل مالي يدفعه طالب الخدمة أو الفتوى او النصيحة ، حيث يبغ سعر الدقيقة نحو مائة وخمسون قرشا، يدفعها السائل مباشرة ويبلغ متوسط المكالمة نحو خمسة دقائق "أي سبعة جنيهات ونصف" تذهب لجيب الشيخ الداعية وشركائه الذين يأتي على رأسهم أحد أبناء الكبار في مصر ، وهو المدعو شريف عصمت عبدالمجيد ، نجل أمين عام الجامعة العربية السابق ، وهو شريك وصديق الشيخ خالد ، الذي أطلق على نفسه لقب داعية إسلامي ، رغم انه لا يزيد عن أحد خطباء المساجد التابعة لوزارة الأوقاف الذين يبلغ عددهم الآلاف !

هذا الشيخ لم يدخر فرصة للتكسب من عمله كداعية ، حيث أسس شركة "الجندي للنشر والاستيراد والتصدير" والتي طبقا للقانون تستلزم أن يتحول صاحبها إلى تاجر ، وهو ما يجرنا للتساؤل حول النشر والاستيراد والتصدير بالنشاط الدعوى الإسلامي ؟
وفي أي شيئ سيتاجر شيخنا؟
ولم يكتفي السيد التاجر أو الإمام أو قل الداعية "حسب المهنة التي يفضلها" بذلك ، بل ورد اسمه ضمن الأسماء المحرضة ضد دعاة الحوار أثناء أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية ، في موقف لا يوصف بأقل من المزايدة على دعاة الحوار مثل الداعية عمرو خالد أو الشيخ يوسف القرضاوي .
ليصل الأمر الى هجوم قبيح على السيدات والفتيات الغير محجبات ليصفهن قائلا " المرأة غير المتحجبة الماشية في الطريق زي أي حيوان ماشي" .
فضلا عن هجومه المستمر على الزواج العرفي ، ثم زواجه هو نفسه عرفيا !

بالفعل الكثير والكثير يمكن طرحه لتوضيح حقيقة من أصبحوا يساهمون في تشكيل ذهن وطريقة تفكير الكثير من الشباب والمواطنين ، حين تتسم سلوكياتهم بالريبة
والتناقض ن ويبيحون لأنفسهم ما يمنعونه عن الآخرين ، وخلط الدين بالتجارة والتكسب المشكوك فيه!
أسفت كثيرا حين تكشفت لي هذه الحقائق وغيرها ، حيث كنت أتمنى أن أصل لعكس قناعاتي السابقة والحالية من أن بعض هؤلاء الدعاة يفضلون المال ودعاوى الكراهية على الدين أحيانا.

لا يوجد ردود

Featuring WPMU Bloglist Widget by YD WordPress Developer