• إدارة المدونة

  • الأقسام

  • الأرشيف

مقال الدكتور محمد سيد سعيد عن موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ..anhri.net

يونيو
19

مقال في الحقيقة كنت سعيد به عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ،، التي أتشرف بإدارتها ، انقله كما هو:

أول ضوء
حقوقك بالإنترنت

محمد السيد سعيد

عن الشبكة العربية لحقوق الإنسان صدر هذا الشهر كتاب "خطوات علي الطريق". الكتاب يوثق الأوراق والمناقشات التي جرت بين نحو ثلاثين من أصحاب المدونات الإلكترونية العربية.
رغم صدوره من منظمة لحقوق الإنسان هذا كتاب مختلف. فأغلب الكتب التي تصدر عن منظمات حقوقية تسألك علي طريقة مفيد فوزي "تسمح لي أغيرك"، وأجعلك تتبني حقوق الإنسان. وينتهي الأمر في العادة بأنك لا تسمح لها، وتغلس جامد قوي بأن تلقي بالكتاب جانبا حتي تواتيك الشجاعة، وقوة المعدة اللازمة لهضمه.
هذا الكتاب مختلف، لأنه يحكي لك، ولأنه يروي قصة المدونات أو الصحافة علي الإنترنت في دول عربية مثل السعودية والإمارات والمغرب، لأول مرة من عيون الصحفيين والمدونين أنفسهم.
لفترة طويلة كانت الطريقة الوحيدة لإذاعة انتهاكات حقوق الإنسان وفضح الاعتقالات، وصور البطش المختلفة بالمواطنين، هي المدونات أو المجلات والصحف الإلكترونية. فالصحافة الرسمية تنشر جرائم الحكومات العربية وكأنها "أمجاد ياعرب أمجاد"ّ!
بصراحة وكل صراحة، شباب الإنترنت وخاصة المدونات أشطر بكثير منا في منظمات حقوق الإنسان، بل في النضال المدني.
وعندما كنت في مثل أعمار المدونين الحاليين كنت أتطلع لكتابة "مابعد أرسطو" في الشئون السياسية والفكرية. وفقط مع تقدم العمر أدركت أن بابا شارو قد يكون أكثر أهمية وتأثيرا في هذا المكان وهذا الزمان. فأرسطو لا يزال يسبب ارتباكا معويا لللغالبية الساحقة من القراء. ولذلك أشعر بتقدير عميق للمدونين الذين يأخذون بالحل الوسط بين عدوية ونيتشه وهم يتواصلون فعلا مع جمهور بعرض مصر والدنيا كلها، ويدافعون عن حقوق الإنسان المصري المنتهكة منذ قرون طويلة بطريقة أكثر فاعلية.
الكلمة المعقدة الوحيدة تقريبا هي "المدونات". فهي لم تكن- وقد لا تصبح أبدا- جزءا من قاموسنا المصري ربما لأن شرط الحديث بالعربية المصرية هو البساطة والانسياب وخفة الظل. ولكن هناك سببا آخر لترك كلمة المدونات. فالعالم يتحول لتقدير واحترام ما يسميه المناضلون الأمريكيون بصحافة الشعب أو الصحافة الشعبية. "المدونات" السياسية هي في الحقيقة صحف شعبية.
لن نستطيع بالطبع أن نقيم ونقدر تقديرا عادلا وكاملا مساهمات الصحفيين الإلكترونيين إلا بعد فترة من الزمن. فمقابل البساطة والشعور البكر بالأشياء والرؤية النافذة، ثمة ميل عام لهجر الثقافة العميقة وميل أسوأ للتعبيرات السوقية، وأحيانا الشتائم الحقيرة.
وإن سألك أحد ما هي أهم وسائل النشر عن حقوقك في مواجهة قسوة الدولة فقل بلا تردد "الصحافة الإلكترونية".

نقلا عن جريدة البديل :

 

لا يوجد ردود

أضف رد

To use reCAPTCHA you must get an API key from https://www.google.com/recaptcha/admin/create