• إدارة المدونة

  • الأقسام

  • الأرشيف

الدعاة الجدد ، بين المال والدين والكراهية

سبتمبر
12

الدعاة الجدد
بين المال والدين والكراهية

مثلي مثل الكثيرين في مصر والعالم العربي ، شدت انتباهي ظاهرة الدعاة الجدد وأثرهم في الحياة ، ليس فقط الجوانب الدينية ولكن أيضا الجوانب الاجتماعية ، بل والجوانب السياسية .
وعلى الرغم من اختلافي الشديد مع هؤلاء الدعاة الذي يعتمدون على تفسيرات سطحية للإسلام تلقى قبولا واسعا لجمهور يأتي اغلبه من بعض شرائح الطبقة الوسطى ، إلا أنني لم استطع منع نفسي من الإعجاب بنموذج عمرو خالد ، والنفور الشديد من المدعو خالد الجندي .
فالأخير وعبر العديد من المواقف التي يبيح لنفسه أن يفتي فيها ، جاءت مواقفه اقرب ما تكون لدعاوي الكراهية وتغليب الرغبة في اكتناز المال عن سماحة الإسلام ويسره .
كانت بداية اهتمامي بالمدعو خالد الجندي أثناء نظر قضية الدكتور أيمن نور والتي حضرت جميع جلساتها كمراقب حقوقي ، حيث استدعته النيابة العامة ليكون شاهدا ، وشاهدت بعيني كيف كان الداعية الإسلامي الذي قد يعتبره البعض قدوه ، يراوغ في الأسئلة ويتهرب من الإجابات عليها ليكتفي فقط بما يدين الدكتور أيمن نور ، ناسيا أو متناسيا أن اجتزاء الشهادة ليس مما يقره الإسلام ، وقد كان الأولي به أن يقول شهادته كاملة سواء كانت له او عليه .
ولم تمر بضعة أسابيع حتى تصدر اسم الشيخ خالد الجندي بعض وسائل الإعلام ، كأحد المحرضين على مذبحة اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين والتي راح ضحيتها العشرات من اللاجئين السودانيين الفقراء ، حين استنكر سيادته اعتصام اللاجئين وأعلن تقززه من وجودهم ، دون أن يكلف نفسه عناء التساؤل حول أسباب هذا الاعتصام وما إذا كان أي إنسان يكون سعيد بالحياة في الشارع مثلهم أو أن يخطر له المثل الشائع" ايه اللي رماك على المر؟ ".
بعد ذلك تابعت عن قرب هذا الشيخ الظاهرة ، لاكتشف العديد من المفارقات التي تؤكد أن هناك خطأ في هذه الظاهرة ، بدءا من استثمار هذا الشيخ لهذا القبول الذي حظي به بين بعض أنصاف المثقفين فقام بالمشاركة في شركة تسمى " مشروع الهاتف الإسلامي" وهو يعتمد تماما على خدمة الرد على تساؤلات حول الأمور الدينية بمقابل مالي يدفعه طالب الخدمة أو الفتوى او النصيحة ، حيث يبغ سعر الدقيقة نحو مائة وخمسون قرشا، يدفعها السائل مباشرة ويبلغ متوسط المكالمة نحو خمسة دقائق "أي سبعة جنيهات ونصف" تذهب لجيب الشيخ الداعية وشركائه الذين يأتي على رأسهم أحد أبناء الكبار في مصر ، وهو المدعو شريف عصمت عبدالمجيد ، نجل أمين عام الجامعة العربية السابق ، وهو شريك وصديق الشيخ خالد ، الذي أطلق على نفسه لقب داعية إسلامي ، رغم انه لا يزيد عن أحد خطباء المساجد التابعة لوزارة الأوقاف الذين يبلغ عددهم الآلاف !

هذا الشيخ لم يدخر فرصة للتكسب من عمله كداعية ، حيث أسس شركة "الجندي للنشر والاستيراد والتصدير" والتي طبقا للقانون تستلزم أن يتحول صاحبها إلى تاجر ، وهو ما يجرنا للتساؤل حول النشر والاستيراد والتصدير بالنشاط الدعوى الإسلامي ؟
وفي أي شيئ سيتاجر شيخنا؟
ولم يكتفي السيد التاجر أو الإمام أو قل الداعية "حسب المهنة التي يفضلها" بذلك ، بل ورد اسمه ضمن الأسماء المحرضة ضد دعاة الحوار أثناء أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية ، في موقف لا يوصف بأقل من المزايدة على دعاة الحوار مثل الداعية عمرو خالد أو الشيخ يوسف القرضاوي .
ليصل الأمر الى هجوم قبيح على السيدات والفتيات الغير محجبات ليصفهن قائلا " المرأة غير المتحجبة الماشية في الطريق زي أي حيوان ماشي" .
فضلا عن هجومه المستمر على الزواج العرفي ، ثم زواجه هو نفسه عرفيا !

بالفعل الكثير والكثير يمكن طرحه لتوضيح حقيقة من أصبحوا يساهمون في تشكيل ذهن وطريقة تفكير الكثير من الشباب والمواطنين ، حين تتسم سلوكياتهم بالريبة
والتناقض ن ويبيحون لأنفسهم ما يمنعونه عن الآخرين ، وخلط الدين بالتجارة والتكسب المشكوك فيه!
أسفت كثيرا حين تكشفت لي هذه الحقائق وغيرها ، حيث كنت أتمنى أن أصل لعكس قناعاتي السابقة والحالية من أن بعض هؤلاء الدعاة يفضلون المال ودعاوى الكراهية على الدين أحيانا.

لا يوجد ردود

أضف رد

To use reCAPTCHA you must get an API key from https://www.google.com/recaptcha/admin/create